تطوان العتيقة
يــا مريــــم ؟؟؟
يــا مريــــم ؟؟؟
كتبت مريم عرجــــون
هو سؤال يلاحقنا منذ الطفولة ونسمعه كل حين، وأتجنبه قدر ما استطعت لأني أعرف أن جوابي عنه معقد للغاية
فحين تنشأ حاملا لثقافات عدة ولنظرة من زوايا المتعددة، وتحمل في ذاكرتك نظرة التمييز والاحساس بالحيْف وغياب الصفاء في التعامل، واكتشافك محاولات بائسة تافهة لإذلالك من معقدين، وأمورا كثيرة تصب جميعها في فكرة ومصطلح غياب الضمير والفكر. حينها يصبح حلمك مختلفا تماما. هي عوامل عدة جعلتني أقف في دائرة بعيدة دوما، فأصعب موقف هو أن تكون "عميلا" مزدوجا. ولاء للدين والملة والوطن، وولاء للإنسان واحترام حدود مهما كان مختلفا ومخالفا
لذلك منذ أن ولدت وعيني لا تغيب عن من قال لا. لا للتمييز والاستبعاد، ونعم للحق في الوجود. كان حلمي في البداية أن أصبح كاتبة مخرجة لشدة ولعي بالسيرة الذاتية للمخرج مصطفى العقاد، بعدها أحببت نموذج أحمد ديدات حتى أنه ظهر لي في المنام وأنا أردد معه بعضا من الإنجيل، التي تخالف المنهج الرباني. بعدها قفزت روحي وعيني إلى كل من شابههم في التميز والوهج والحجة. حمزة يوسف، محمد علي كلاي، مالكوم إكس، بروسلي، ومايكل جاكسون ومن قبلهم إبن رشد وإبن سينا وابن الرومي والشيخ عبدالقادر الجيلاني. فوجدت معهم ضالتي وحلمي. إنهم الفكرة والتحدي والتجربة والعقل والقلب والضمير والوطن معا. لو أني فتحت الباب على واحد منهم لما كفتني أوراق الدنيا كلها لأكتب عنه. ولو أن لي سلطة على المقررات الدراسية، لأنشأت كتابا أسميه المواطن من وحي أرواحهم، يقرأه التلاميذ في الإبتدائية ليعرفوا ما معنى كلمة وطن
علموهم أن بروسلي مصارع قوي، لكن لم يخبرهم أحد أنه كان زعيما روحيا وجنديا في ساحة قتال الوجود بهويته. تحدى اليابان وأمريكا بالفكر واللياقة البدنية العالية ومنح الثقافة الصينية وجودا على الساحة العالمية لأول مره في التاريخ الحديث، بعدما كان الصيني مجرد انسان مهمش، تماما كما حدث مع مواطني القارة السمراء. ما أجمل ربي وأنا أسبح في بحر روح مالكم إكس الذي تعرض لكل أنواع القهر حتى وصل به الأمر إلى تعاطي المخدرات ومعاقرة الخمر وخوض حياة اللصوص، بعدما تآمر مدرسون بيض عليه، إذ كيف يبارز في الذكاء زنجي لا قيمة له. وبعد أن أدرك تماما أنه مهما تعلم لن يعمل سوى ماسحا للأحذية أو غاسل أطباق. تلقفته يد الرحمن لتغلب على كل شيء ويعلي كلمة الإنسان رغم أنف الحاقدين
قد أجدني هنا في فكرة المؤامرة الكونية على المسلمين، وقد يكون ذلك صحيحا نوعا ما في فترة ما. إلاّ أن مشكلة بلاد العم السام، تآمرت كونيا على كل ملة تبارزها، بدءا بالهنود الحمر والزنوج والصينين إلى المسلمين إلى آخر من أتعبهم في الفكر. في الوقت ذاته لست ممن يميل لنظرية المؤامرة الكونية على أمتنا. لكني أرجح دوما كفة نظرية أن هناك خونة بيننا. أناس يشترون بثمن بخس. فالأصح هو وجود مؤامرة باع فيها الخونة ميثاق العهد والشرف. فماذا يبقى للوطن سوى فارس صنعته يد الله والأقدار
والفرسان كثيرون، لكن للشهرة تأثير وأسبقية دوما. لذلك كانت حياتهم وسمعتهم دوما هي الثمن. لولا ذلك لما مات مايكل وبروسلي في ظروف غامضة، ولما اغتيل مالكوم بالرصاص، وغيرهم بالإشاعات وسياسة التحطيم المعنوي والإبعاد
أذكر أني وفي سن السابعة، كنت أجدني مذهولة أمام الشاشة وأنا أرى بروسلي يقفز ويقتل الأشرار، حين كبرت ذهلت أكثر بعدما عرفت أنه يمنح الحياة. كان دوما مهذبا جذابا ببدلته الصينية اللطيفة والمريحة. رفض الملايين وشهرة مضاعفة من المنظمات الماسونية المسيطرة على السوق، فقط ليقول أن الصين ثقافة وحضارة. أمور يطول فيها الحديث والشرح، تحتاج لجلسة شاي
يتبع