تطوان العتيقة
المجتمع
المجتمع
بين حـــــــــنايا الذاكـــــــــــــــــــــرة
بقلم / كوثر ابن عبد الوهاب
بين أسوار المدينة العتيقة عشنا أيام الصبا، نحلق بين ثنايا أحيائها، لا نعرف التحليق خارج السرب، أو الهجرة الموسمية، أو التنفس خارج مياهها....جنة الله فوق الأرض، بأناس أحباب ..لا مشاحنات و لا مناوشات... ألفة جمعت بين ساكنة تحلت بآداب و أخلاق السلف... و بريستيج أندلسي بحث...و بدون ابتذال...
أشخاص... أشياء... وأماكن... كلما هزني الحنين إليها ، أعود و أنقب بين حنايا الذاكرة و أداعبها علني أعيد صور أيامي الخوالي، لأغلف بها واقع لم أستطع التأقلم مع معطياته الفوضوية، و معاييره المبتذلة، و نزعاته المتضاربة.
و بما أن في الإعادة إفادة، أصبحت عادتي كلما مررت بأحياء المدينة العتيقة، و كلما طالعت الوجوه، و قيمت التصرفات.... ينشط اللاوعي، أتسلل بدون مجهود إلى الذاكرة فأسقط مخزونها على الواقع، و أعيد صياغة الحاضر –أماكن و شخصيات- بمعايير الماضي، و بذلك أكون قد استعنت بمخزون ذاكرتي لأغض الطرف على ما آلت إليه مدينتي العريقة من أوضاع تندى لها الجبين...
الجميل أنني ما أكاد أخرج من بابها المعهود -العقلة- حتى يعيدني الحنين ..أو بمعنى أصح أحن لمداعبة ما هو قابع بين حنايا الذاكرة....
أواصل خط سيري بابتسامة معهودة مني لكل من تعودت لقاءهم...
و للحديث بقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق