الثلاثاء، 31 يناير 2017

جلالة الملك يلقي خطابا تاريخيا بأديس أبابا أمام المشاركين في القمة 28 للاتحاد الافريقي

تطوان العتيقة
أخبار وطنية

 جلالة الملك يلقي خطابا تاريخيا بأديس أبابا أمام المشاركين في القمة 28 للاتحاد الافريقي  


"عدت أخيرا إلى بيتي وكم أنا سعيد بلقائكم من جديد لقد اشتقت إليكم جميعا "

* "كم هو جميل هذا اليوم، الذي أعود فيه إلى البيت، بعد طول غياب! كم هو جميل هذا اليوم، الذي أحمل فيه قلبي ومشاعري إلى المكان الذي أحبه! فإفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي".

 * "لقد حان موعد العودة إلى البيت: ففي الوقت الذي تعتبر فيه المملكة المغربية من بين البلدان الإفريقية الأكثر تقدما، وتتطلع فيه معظم الدول الأعضاء إلى رجوعنا، اخترنا العودة للقاء أسرتنا".




ألقى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمس الثلاثاء، خطابا ساميا أمام المشاركين في أشغال القمة الثامنة والعشرين لقادة دول ورؤساء حكومات بلدان الاتحاد الإفريقي، التي تحتضنها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
 وفي ما يلي نص الخطاب الملكي السامي...
 "الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه
  فخامة الرئيس ألفا كوندي، رئيس القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الإفريقي،
السيدات والسادة رؤساء الدول والحكومات،
السيدة رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي،
 أصحاب المعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة،
 كم هو جميل هذا اليوم، الذي أعود فيه إلى البيت، بعد طول غياب! كم هو جميل هذا اليوم، الذي أحمل فيه قلبي ومشاعري إلى المكان الذي أحبه ! فإفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي.
 لقد عدت أخيرا إلى بيتي. وكم أنا سعيد بلقائكم من جديد. لقد اشتقت إليكم جميعا.
 من أجل ذلك، قررت، أخواتي وإخواني الأعزاء قادة الدول، أن أقوم بهذه الزيارة، وأن أتوجه إليكم بهذا الخطاب، دون انتظار استكمال الإجراءات القانونية والمسطرية، التي ستفضي لاستعادة المملكة مكانها داخل الاتحاد.
 وإن الدعم الصريح والقوي، الذي حظي به المغرب، لخير دليل على متانة الروابط التي تجمعنا.
 لقد كان الانسحاب من منظمة الوحدة الإفريقية ضروريا: فقد أتاح الفرصة للمغرب لإعادة تركيز عمله داخل القارة، ولإبراز مدى حاجة المغرب لإفريقيا، ومدى حاجة إفريقيا للمغرب.
 لقد جاء قرار العودة إلى المؤسسة الإفريقية ثمرة تفكير عميق. وهو اليوم أمر بديهي.
لقد حان موعد العودة إلى البيت: ففي الوقت الذي تعتبر فيه المملكة المغربية من بين البلدان الإفريقية الأكثر تقدما، وتتطلع فيه معظم الدول الأعضاء إلى رجوعنا، اخترنا العودة للقاء أسرتنا. وفي واقع الأمر، فإننا لم نغادر أبدا هذه الأسرة.
ورغم السنوات التي غبنا فيها عن مؤسسات الاتحاد الإفريقي، فإن الروابط لم تنقطع قط؛ بل إنها ظلت قوية. كما أن الدول الإفريقية وجدتنا دوما بجانبها:
* لقد استطعنا تطوير علاقات ثنائية قوية وملموسة : فمنذ سنة 2000، أبرم المغرب مع البلدان الإفريقية، حوالي ألف اتفاقية همت مختلف مجالات التعاون.
وعلى سبيل المقارنة، هل تعلمون أنه بين سنتي 1956 و1999، تم التوقيع على 515 اتفاقية، في حين أنه منذ سنة 2000 إلى اليوم، وصل العدد إلى 949 اتفاقية، أي حوالي الضعف؟
وخلال هذه السنوات، ارتأيت شخصيا أن أعطي دفعة ملموسة لهذا التوجه، وذلك من خلال تكثيف الزيارات إلى مختلف جهات ومناطق القارة.
كما تم التوقيع أيضا، خلال كل واحدة من الزيارات الستة والأربعين، التي قمت بها إلى 25 بلدا إفريقيا، على العديد من الاتفاقيات في القطاع الخاص.
وقد أولينا عناية خاصة لمجال التكوين، الذي يوجد في صلب علاقات التعاون مع البلدان الإفريقية الشقيقة. وهكذا، تمكن العديد من المواطنين المنحدرين من البلدان الإفريقية، من متابعة تكوينهم العالي في المغرب، وذلك بفضل آلاف المنح التي تقدم لهم.
* كما تميزت زياراتي لهذه البلدان، بإطلاق مشاريع استراتيجية مهمة :
- ففي المقام الأول : سعدت ببلورة مشروع أنبوب الغاز إفريقيا-الأطلسي، مع أخي فخامة السيد محمد بهاري، رئيس جمهورية نيجيريا الفدرالية.
وسيمكن هذا المشروع بطبيعة الحال، من نقل الغاز من البلدان المنتجة نحو أوروبا. بل أكثر من ذلك، ستستفيد منه كافة دول إفريقيا الغربية.
ذلك أنه سيساهم في هيكلة سوق كهربائية إقليمية، وسيشكل مصدرا أساسيا للطاقة، وجعله في خدمة التطور الصناعي، فضلا عن كونه سيعزز من التنافسية الاقتصادية، وسيرفع من وتيرة التقدم الاجتماعي.
وسيتيح هذا المشروع إنتاج الثروات بالبلدان والشعوب المجاورة المعنية، حيث سيخلق حركية قوية، تضفي دينامية تساهم في تحقيق التقدم، وتطوير مشاريع موازية.
وبالإضافة إلى ذلك، سيسمح بإقامة علاقات أكثر استقرارا وهدوءا، سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، وسيفرز مناخا محفزا لتحقيق التقدم والنمو.
  - أما في المقام الثاني، وفي إطار المشاريع التي تهدف إلى الرفع من المردودية الفلاحية، وضمان الأمن الغذائي والتنمية القروية، فقد تمت إقامة وحدات لإنتاج الأسمدة بالشراكة مع كل من إثيوبيا ونيجيريا. وستعود هذه المشاريع بالنفع على القارة بأكملها.
وكما نعلم جميعا، فلا الغاز ولا البترول بإمكانه تلبية الحاجيات الغذائية الأساسية. أليس الأمن الغذائي أكبر تحد تواجهه القارة الإفريقية ؟
وهذا هو جوهر المبادرة من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية، التي تعرف بمبادرة"Triple A"، التي أطلقناها بمناسبة قمة المناخ "كوب 22". إنها مبادرة تمثل جوابا جد ملموس وغير مسبوق، لمواجهة التحديات المشتركة المترتبة عن التغيرات المناخية.
فمباشرة بعد إطلاقها، حظيت هذه المبادرة، بدعم قرابة ثلاثين بلدا.
وتهدف مبادرة "Triple AA" إلى توفير موارد مالية أكبر لتحقيق "ملاءمة الفلاحة الأفريقية الصغرى"، وستواكب أيضا هيكلة وتسريع المشاريع الفلاحية بالاعتماد على أربعة برامج، وهي:
- التدبير العقلاني للتربة،
- والتحكم المستدام في المياه المستعملة لأغراض فلاحية،
- وإدارة المخاطر البيئية،
- والتمويل التضامني لحاملي المشاريع الصغرى.
وقد شكلت هذه المبادرة أحد المحاور الرئيسية في قمة العمل الإفريقي، التي كان لي شرف رئاستها في مدينة مراكش، في شهر نونبر الماضي.
- وأخيرا، لقد حافظنا على متانة علاقاتنا في مجالي الأمن والسلم :
هل من حاجة للتذكير بأننا كنا دائما من السباقين للدفاع عن استقرار القارة الإفريقية؟
لقد شارك المغرب، منذ استقلاله، في ست عمليات أممية لاستتباب الأمن في إفريقيا، وذلك بنشر آلاف الجنود في عدة جبهات.
ولا تزال القوات المغربية، إلى اليوم، منتشرة في أراضي جمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
 وفي نفس السياق، قام المغرب بمبادرات في مجال الوساطة، ساهمت بشكل فعال، في دعم وإقرار السلم، خاصة في ليبيا ومنطقة نهر مانو.
أصحاب الفخامة والمعالي، 
حضرات السيدات والسادة،
إن منظورنا للتعاون جنوب-جنوب واضح وثابت: فبلدي يتقاسم ما لديه، دون مباهاة أو تفاخر.
وهكذا وباعتماده على التعاون البناء، سيصبح المغرب، وهو فاعل اقتصادي رائد في إفريقيا، قاطرة للتنمية المشتركة.
أما على الصعيد الداخلي، فإنه يتم استقبال الأفارقة من دول جنوب الصحراء، في إطار الالتزام بالمبادئ التي قمنا بالإعلان عنها سابقا. وقد تم إطلاق العديد من عمليات تسوية الوضعية، حيث استفاد منها، في المرحلة الأولى، ما يزيد عن 25 ألف شخص.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، تم إطلاق المرحلة الثانية بنجاح، وفقا لنفس روح التضامن والقيم الإنسانية، التي طبعت سابقتها. وإننا لنعتز بهذه المبادرات.
لقد كانت ضرورية ومصيرية بالنسبة لهؤلاء الرجال والنساء، الذين طالما عانوا من العيش في السرية.
وإننا نقدم على هذه المبادرات، كي لا يظل هؤلاء الأشخاص يعيشون على الهامش، دون عمل أو خدمات صحية، ودون سكن أو استفادة من فرص التعليم.
كما نعمل من أجل تفادي تفريق الأسر، وخاصة المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء المتزوجين بمغاربة.
وقد عززت هذه الجهود البناءة لفائدة المهاجرين، صورة المغرب، ورسخت الأواصر التي تجمعنا بشعوبهم منذ زمن بعيد.
 ولمن يدعي أن المغرب يبتغي الحصول على الريادة الإفريقية، عن طريق هذه المبادرات، أقول: إن المملكة المغربية تسعى أن تكون الريادة للقارة الإفريقية.
أصحاب الفخامة والمعالي،
حضرات السيدات والسادة،
إننا ندرك أننا لسنا محط إجماع داخل هذا الاتحاد الموقر.
إن هدفنا ليس إثارة نقاش عقيم، ولا نرغب إطلاقا في التفرقة، كما قد يزعم البعض! وستلمسون ذلك بأنفسكم: فبمجرد استعادة المملكة المغربية لمكانها فعليا داخل الاتحاد، والشروع في المساهمة في تحقيق أجندته، فإن جهودها ستنكب على لم الشمل، والدفع به إلى الأمام.
لقد ساهمنا في انبثاق هذه المؤسسة الإفريقية العتيدة، ومن الطبيعي أن نتطلع إلى استرجاع مكاننا فيها.
 وطيلة هذه السنوات، وعلى الرغم من عدم توفره على موارد طبيعية، استطاع المغرب أن يصبح بلدا صاعدا، بفضل خبرته المشهود بها. وقد أضحى اليوم من بين الدول الأكثر ازدهارا في إفريقيا.
وقد ظل المغرب يؤمن دائما، بأنه ينبغي، قبل كل شيء، أن يستمد قوته من الاندماج في فضائه المغاربي.
غير أنه من الواضح، أن شعلة اتحاد المغرب العربي قد انطفأت، في ظل غياب الإيمان بمصير مشترك.
فالحلم المغاربي، الذي ناضل من أجله جيل الرواد في الخمسينيات من القرن الماضي، يتعرض اليوم للخيانة.
ومما يبعث على الأسى، أن الاتحاد المغاربي يشكل اليوم، المنطقة الأقل اندماجا في القارة الإفريقية، إن لم يكن في العالم أجمع.
ففي الوقت الذي تصل فيه المعاملات التجارية البينية إلى 10 في المائة، بين بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، و19 في المائة بين دول مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية، فإن تلك المبادلات تقل عن 3 في المائة بين البلدان المغاربية.
وفي نفس السياق، وبينما تشهد المجموعة الاقتصادية لشرق إفريقيا تطورا ملحوظا، في إقامة مشاريع اندماجية طموحة، وتفتح دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا مجالا حقيقيا لضمان حرية تنقل الأشخاص والممتلكات، ورؤوس الأموال، فإن التعاون الاقتصادي بين الدول المغاربية يبقى ضعيفا جدا.
والمواطنون في البلدان المغاربية لا يفهمون هذا الوضع.
وإذا لم نتحرك، أو نأخذ العبرة من التجمعات الإفريقية المجاورة، فإن الاتحاد المغاربي سينحل بسبب عجزه المزمن على الاستجابة للطموحات التي حددتها معاهدة مراكش التأسيسية، منذ 288 سنة خلت.
أصحاب الفخامة والمعالي، 
حضرات السيدات والسادة،
إن هذا الوضع يكرس صواب التوجه الإفريقي للمغرب. فبلدي اختار تقاسم خبرته ونقلها إلى أشقائه الأفارقة. وهو يدعو، بصفة ملموسة، إلى بناء مستقبل تضامني وآمن.
وإننا نسجل بكل اعتزاز، أن التاريخ أكد صواب اختياراتنا.
فالمغرب لا يدخل الاتحاد الإفريقي من الباب الضيق، وإنما من الباب الواسع.  وإن الاستقبال الحار الذي خصنا به إخواننا الأفارقة اليوم، لدليل قاطع على ذلك.
 وإننا ندعو، بكل حماس، الأمم الإفريقية إلى الانخراط في الدينامية التي أطلقتها بلادنا، وإعطاء دفعة جديدة لقارتنا برمتها.
أصحاب الفخامة والمعالي، 
حضرات السيدات والسادة،
لقد حان الوقت لكي تستفيد إفريقيا من ثرواتها. فبعد عقود من نهب ثروات الأراضي الإفريقية، يجب أن نعمل على تحقيق مرحلة جديدة من الازدهار.
صحيح أن الاستعمار ليس السبب الوحيد للمشاكل التي تعرفها إفريقيا. ولكن آثاره السلبية ما تزال قائمة.
فمنذ زمن طويل ونحن نوجه أنظارنا إلى الخارج، كلما تعلق الأمر باتخاذ قرار أو التزام.
ألم يحن الوقت بعد، لمعالجة هذا الخلل في الرؤية؟ ألم يحن الوقت لنتوجه نحو قارتنا، وأن نأخذ بعين الاعتبار رصيدها الثقافي، وإمكاناتها البشرية؟
ويحق لإفريقيا اليوم، أن تعتز بمواردها وبتراثها الثقافي، وقيمها الروحية. والمستقبل كفيل بتزكية هذا الاعتزاز الطبيعي من طرف قارتنا.
فإفريقيا قادرة، بل ومن واجبها أن تصادق على مساراتها الانتخابية بنفسها، وتصون الاختيار الحر لمواطنيها.
فهي تتوفر على آليات التقنين والضبط، وعلى المؤسسات القضائية، كالمجالس الدستورية والمجالس العليا، المخول لها صلاحية البت في المنازعات والطعون المرتبطة بالانتخابات.
وعند الاقتضاء، يمكن تعزيز هذه المؤسسات. فهي موجودة على أرض الواقع وتقوم بعملها. وإلا فما الفائدة من وجودها ؟
إن إفريقيا اليوم، يحكمها جيل جديد من القادة المتحررين من العقد، يعملون من أجل استقرار شعوب بلدانهم، وضمان انفتاحها السياسي، وتنميتها الاقتصادية، وتقدمها الاجتماعي.
إنهم يعملون بحزم واقتناع، ولا يعيرون أدنى اهتمام، لأي "تنقيط" أو تقييم من طرف الغرب.
فمنذ سنوات عديدة، لم تتجاوز معدلات التنمية في بعض بلدان الشمال نظيرتها في بعض الدول الإفريقية. وما فشل استطلاعات الرأي التي يقومون بها، إلا دليل على فقدانهم للقدرة على فهم تطلعات شعوبهم.
وعلى الرغم مما تعيشه هذه الدول، من أوضاع اجتماعية واقتصادية مختلة، وما يميزها من قيادات هشة، تعطي لنفسها الحق في إملاء نموذجها التنموي علينا.
وهنا أؤكد مرة أخرى: لقد أصبح مفهوم العالم الثالث متجاوزا.
 أما هذه الممارسات، فهي تندرج في إطار الانتهازية الاقتصادية : فالاعتبار أو العناية التي يتم منحها لأي بلد، لا يجب، أن ترتبط بعد الآن، بموارده الطبيعية، أو بالمكاسب التي يمكن تحقيقها من وراء ذلك.
أصحاب الفخامة والمعالي، 
حضرات السيدات والسادة،
لقد اختار المغرب سبيل التضامن والسلم والوحدة. وإننا نؤكد التزامنا من أجل تحقيق التنمية والرخاء للمواطن الإفريقي.
 فنحن، شعوب إفريقيا، نتوفر على الوسائل وعلى العبقرية، ونملك القدرة على العمل الجماعي من أجل تحقيق تطلعات شعوبنا.
أشكركم على حسن إصغائكم.
 والسلام عليكم
رحمة و الله تعالى وبركاته".

الاثنين، 30 يناير 2017

الاسفنج الســــــــــــــاخن ل " عمي محمــــــد"

تطوان العتيقة
المجتمع

الاسفنج الســــــــــــــاخن ل " عمي محمــــــد"




بقلم : خالد الباشا

المكان :درب الصفار 
الساعة :ذات زمن جميل مضى ...و لن يعود ....
 على غير عادتي استفقت من النوم باكرا على أنغام صوت الراديو المنبعث من بيت الجيران و هو ببث أغنية (الله على راحة ..) .. ، إنه يوم الأحد ،يوم ليس كسائر الأيام ،إنه اليوم الذي أتحمل فيه مسؤولية "رجل الدار "على الرغم من صغر سني ...
 اعتمرت قبعة و أنا أدندن مع أنغام راديو الجيران . و انتعلت حذاء شتويا لعلي أدفع القر القارس الذي لاينفع معه "اللعب "كما كانت توصيني أمي كل صباح .حملت بضع دراهم كان يضعها أبي "رحمه الله " على المائدة الوحيدة ثم خرجت في شموخ متوجها صوب بائع "الإسفنج " في المصداع و كان اسمه "محمد " 
.كنت من بين الأوائل الذين وصلوا ألى الدكان ..رجال و نساء بسحنات مختلفة لا قاسم بينهم  سوى أنهم يبتغون إسفنجا ساخنا من عمي " محمد 
.وقفت بثقة لا متناهية  في الصف أنتظر دوري و ماهي إلا دقائق حتى ناولني عمي محمد غرضي بالرغم من وجود أشخاص قبلي .ربما رفقا لسني الصغير الغير القادر على الوقوف ،أو ربما تشجيعا له على قدومي في هذا الصباح البارد، أو ربما كنت أذكره بأحد أبناءه..
.تناولت الإسفنج شاكرا إياه على تعامله الطيب معي و أسرعت الخطى نحو منزلنا ، هناك وجدت أمي نائمة لا تتحرك .أردت إيقاظها ،لكن محاولتي باءت بالفشل ،أعدت الكرة للمرة الثانية و الثالثةو ...، أصبت بالذهول .، ناديت ،فكرت في أن أصرخ .لكن تراجعت .. خفت أن يخرج صوتي عواء لا كلاما . استنجدت بصوتي ،بكل حبال صوتي لعلها تسمعني .انخرطت في بكاء هيستيري.... حتى.... استفاقت من نومها أو على الأصح من تظاهرها بالنوم كما وضحت لي بعد ذلك بنبرة ما زلت أذكرها لحد الآن : لقد كنت أمزح معك .أردت أن أختبرك هل صرت "رجل الدار "أم أنك ما زلت طفلا صغير ا ..
 و الآن كبارا صرنا ، أتذكر الطفل الذي كنته ، أتذكر "الدرب "الذي قضيت فيه طفولتي الشقية ،أتذكر وقفتي في الصف أنتظر الإسفنج الساخن ،أتذكر عمي "محمد ".. 
 لكن أين هو عمي "محمد "؟؟؟؟؟...

السبت، 28 يناير 2017

مولود جديد بتطوان : جمعية حوض الابيض المتوسط للفكر وتعدد الثقافات

تطوان العتيقة
المجتمع

مولود جديد بتطوان

جمعية حوض الابيض المتوسط للفكر وتعدد الثقافات



تغطية : لبنى لنتــــي

عقدت اللجنة التحضيرية لجمعية حوض الابيض المتوسط للفكر وتعدد الثقافات ، مساء يوم السبت 28 يناير الجاري بقاعة دار الصنائع باب العقلة ، الجمع العام التأسيسي لهذا المولود الجديد في الساحة التطوانية .بحضور العديد من الفعاليات والمهتمين. وبتسيير محكم من الدكتور أحمد طرمش .





وقد إشتمل جدول الاعمال على تلاوة القانون الاساسي للجمعية الحديثة ومناقشة مستفيضة لجل الفصول والبنود التي يحتويها . حيث تمت المصاقة عليه من الحاضرين ، ليتم في الختام إنتخاب المكتب الاداري لجمعية حوض الابيض المتوسط للفكر وتعدد الثقافات ، والذي جاء على الشكل التالي :
الرئيس : عثمان أولاد بطيخ
النائب الاول : عثمان العمراني
النائب الثاني : هناء بن علي
الكاتب العام : يونس بابا
النائب الاول: زكرياء الفراوي
النائب الثاني : هناء العطيطار
أمين المال: محمد بطون
النائب الاول:جلال عبد الرزاق
النائب الثاني : محمد مالك
المستشارون : عبد الكريم التاتو ومنير السيتو مكلف بالإعلام والتواصل

الجمعة، 27 يناير 2017

سحر المــــــــــــــــــــــــاس

تطوان العتيقة
شعـر

سحر المــــــــــــــــــــــــاس




بقلم الفنانة الشاعرة حفيظة أعراس 

تطوان في 14 دجمبر 2016

سحر الماس
زرت البحرأنا وحدي
ليلا جميلا في صيفي
واقتربت منه وأنا أغني
أغنية العشق بصمتي

وأهمس له في نفسي
فهو الأمين الحبيب الوفي
أبوح له بصدق أسراري
فهو المؤنس في ليلي
سحره احتوى روحي
وامتلك بجماله كياني
مياهه تلمع أمامي
ماسا بضوء قمري
فتنير الحياة في عيني
وانا واقفة أمامه لأني
منبهرة بمفاتنه وكأني
لم أر بحرا في حياتي
سكنت شمس بقلبي
شعاعها ينير إحساسي
و صوت أمواجه تطربني
و تعزف أروع ألحاني
سنفونية عذبة بنبضاتي


بين حـــــــــنايا الذاكـــــــــــــــــــــرة

تطوان العتيقة
المجتمع

بين حـــــــــنايا الذاكـــــــــــــــــــــرة


بقلم / كوثر ابن عبد الوهاب

 بين أسوار المدينة العتيقة عشنا أيام الصبا، نحلق بين ثنايا أحيائها، لا نعرف التحليق خارج السرب، أو الهجرة الموسمية، أو التنفس خارج مياهها....جنة الله فوق الأرض، بأناس أحباب ..لا مشاحنات و لا مناوشات... ألفة جمعت بين ساكنة تحلت بآداب و أخلاق السلف... و بريستيج أندلسي بحث...و بدون ابتذال...
 أشخاص... أشياء... وأماكن... كلما هزني الحنين إليها ، أعود و أنقب بين حنايا الذاكرة و أداعبها علني أعيد صور أيامي الخوالي، لأغلف بها واقع لم أستطع التأقلم مع معطياته الفوضوية، و معاييره المبتذلة، و نزعاته المتضاربة.
 و بما أن في الإعادة إفادة، أصبحت عادتي كلما مررت بأحياء المدينة العتيقة، و كلما طالعت الوجوه، و قيمت التصرفات.... ينشط اللاوعي، أتسلل بدون مجهود إلى الذاكرة فأسقط مخزونها على الواقع، و أعيد صياغة الحاضر –أماكن و شخصيات- بمعايير الماضي، و بذلك أكون قد استعنت بمخزون ذاكرتي لأغض الطرف على ما آلت إليه مدينتي العريقة من أوضاع تندى لها الجبين...
 الجميل أنني ما أكاد أخرج من بابها المعهود -العقلة- حتى يعيدني الحنين ..أو بمعنى أصح أحن لمداعبة ما هو قابع بين حنايا الذاكرة....
أواصل خط سيري بابتسامة معهودة مني لكل من تعودت لقاءهم...
 و للحديث بقية.

الخميس، 12 يناير 2017

عبد الصادق اشقارة أسطورة المدينة العتيقة برقة الكلمة واللحن والآداء

تطوان العتيقة
أدب وفـن

عبد الصادق اشقارة أسطورة المدينة العتيقة

برقة الكلمة واللحن والآداء



تطوان العتيقة / شريف العروسي
05 يناير 2017

ولد الفنان الاسطوري عبد الصادق شقارة بحي الجامع الكبير بالمدينة العتيقة لتطوان سنة 1931، ونشأ في أسرة الفن والمديح والسماع. حفظ القران الكريم في المسيد، ودرس بالمدرسة الخيرية، ثم بالمدرسة الأهلية.
 كانت بدايته الفنية من داخل بيته على يد والده الراحل محمد اشقارة الاستاذ بمدرسة المعهد الموسيقى ، ، ثم بعد ذلك كانت الزاوية الحراقية التي أثرت بشكل كبير في مسيرته ومهدت له الطريق للبروز والتألق بالمعهد الموسيقي بتطوان الذي دخله تلميذا، ثم أصبح بعد فترة وجيزة أحد أعمدته الأساسية إلى جانب الفنان الراحل المرحوم محمد العربي التمسماني والعديد من الاساتذة أغلبهم من داخل أسوار المدينة العتيقة .
 ويعتبر الفنان الراحل عبد الصادق اشقارة من أهم رموز الموسيقى الاندلسية والصوفية والاغنية الشعبية التي خرج بها من المحلية الى العالمية .
وقد توفي عبد الصادق اشقارة سنة 1998 تاركا وراءه سجلا زاخرا في الفن الصوفي والاندلسي والشعبي.
وفي سنة سنة 2005 تأسست جمعية عبد الصادق اشقارة للمحافظة على التراث الموسيقي الاندلسي والصوفي والشعبي بتطوان . برئاسة ابنته الاستاذة بشرى ، وقد تمكنت هذه الجمعية في ظرف عشرة سنوات ، من تحقيق العديد من الاهداف التي سطرتها لتخليد أسطورة المدينة العتيقة . فبعدما كانت تلجأ الى بعض الاساتذة الموسيقيين لاحياء حفلاتها أنشأت جوقها الخاص الذي يحمل اسم عبد الصادق اشقارة بعناصر شابة يرأسه الفنان المستقبلي في الاغنية الشعبية والموسيقى الاندلسية أيات الله عمران اشقارة.
 كما أ صدرت كتابين " حياة وشهادات" و " عبد الصادق اشقارة ...رقة الكلمة واللحن والأداء" من تأليف الاستاذة بشرى اشقارة .
 وبمشاركة جمعية مدرسة الفضيلة خلقت الجمعية جناحا للتراث المغى ويشمل تراث فن اشقارة وإحياء الاناشيد الوطنية باساتذة من الجمعية 
 وبدعم من جهة طنجة تطوان الحسيمة تم اقتناء دار عبد الصادق اشقارة داخل اسوار المدينة ، ستشمل مدرسة عبد الصادق اشقارة ، معرض الصور التاريخية للراحل، متحف للالات الموسيقية التي كان يستعملها ، ومركز لإشعاع تراث اشقارة للجهة داخل وخارج التراب الوطني.
 كما ستقدم دار عبد الصادق اشقارة ندوات تتعلق بالتراث وفن اسطورة الاغنية الشعبية ، والتراث الاندلسي ، الموسيقى الشعبية ، القصيدة الكلاسيكية والحضرة الصوفية .
 وتأمل جمعية الاسطورة عبد الصادق اشقارة الى توثيق كل ما يتعلق بالراحل الذي مرت على وفاته ثمانية عشرة سنة ليظل شامخا مدى الدهر بصوته الذهبي وجرته الموسيقية الفريدة .

الجمعة، 6 يناير 2017

شقيقة الفنانة الشاعرة حفيظة أعراس في ذمة الله

تطوان العتيقة
المجتمع

شقيقة الفنانة الشاعرة حفيظة أعراس في ذمة الله



تطوان العتيقة - TETUAN ATIKA

تعزيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

شقيقة الفنانة الشاعرة حفيظة أعراس في ذمة الله

 بمزيد من الحسرة والالم بل منذ بلغنا منذ قليل نبأ وفاة المرحومة فاطمة شقيقة الفنانة الشاعرة حفيظة أعراس ، التي وافتها المنية يومه الجمعة 6 يناير الجاري.
 وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم إدارة هيئة التحرير ، بأحر التعازي القلبية الصادقة لنجمة صفحتنا لسنة 2016 الاستاذة حفيظة وكل الاشقاء وأسرة آل أعراس
 سائلين العلي القدير أن يتقبل الراحلة في واسع رحمته ، ويلهم ذويها وأصدقاءها ومعارفها الصبر والسلوان. 
وإن لله وإن إليه راجعون
الجنازة ستشيع يوم السبت 7 يناير بعد صلاة العصر

الاثنين، 2 يناير 2017

الســــــــــــــــــــــلام

تطوان العتيقة
شعـر

الســــــــــــــــــــــلام




الشاعرةالفنانة  حفيظة أعراس
تطوان 02 / 01 / 2017
*****

السلام 
تعودت السعادة
و استدامة الإبتسامة
و تحيتي السلم و السلامة
لإبنة تطوان هي علامة

من بلد المغرب أمانة
من حمامة بحمامة
أرسلها شعارا لكل أمة
عربية هي موطنا و مفخرة
و عجمية أختا و مكرمة
لي و لكل رجل و امرأة
أمتي أمة السلم و الإسلام
تنادي في كل الأوطان
طول عهدها و من أول الزمان
بالتعامل بالإحسان
مع كل الأجناس بالحنان
لنعيش بالأمن و الأمان
ولينعم الكون و كل الإنسان
بحياة العدل و الإنسجام
والتحاور بكل إحترام
مع الشعوب و كل الأمم