الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

الله ينفعنا ببركة سيدي الصعيدي !!!!...

المدينة العتيقة 

الله ينفعنا ببركة سيدي الصعيدي !!!!...




بقلم ذ/ محمد السراج 

كنا لما ننتهي من لعب الكرة في ملعب باب الجياف ،احدى أبواب تطوان السبعة الموجود بين المزبلة والمقبرة، شيد فوق المكان حاليا مقر "جمعية حنان"والذي فوتته بدورها لمدرسة خاصة . لما ننتهي من اللعب كنا نقصد ضريح سيدي الصعيدي وخاصة بعد قيام الناس لصلاة المغرب كنا نغتم الفرصة لنحصل على "دوش وغسلة بالمجان" لانني كنت أخاف ان ألج ضريح سيدي علي بن ريسول لقراءة الحزب فيراني "عمو ميتي" أو الحاجب الخليفي"عبد الواحد ابريشة"موسخا من رأسي الى قدمي وأخاف ان اذهب الى منزلنا لاغتسل خوف من "سلخة دالداق" التي كان يتحفني بها والدي بعد العشاء لما تشكو له والدتي ما فعلته في النهار.." .
كنا نوهم المصلين اننا ولجنا الضريح للصلاة فنركع ركعات ثم أنطلق وحيدا بسرعة نحوسيدي علي بن ريسول. مما اذكره ان عجوزا تسمى" للا عشوش" نصف مجنونة كانت تسكن بجوار الضريح وهي زوجة " عمي الشحمي رحمه الله"كانت اية في الحسن والجمال لم نكن ندري ماذا أصابها.كنت تراها مكتحلة العينين دائما.على خديها حمرة القمروهو يداعب وسط السماء الصافية. منزلها قبالة حانوت الموفق ومحلبة نجيب السوسي بائع الحليب "بالعبار". هذه العجوز كانت تطردنا من الضريح وتدعو علينا بالغضب واللعنة لاننا في نظرها كنا شياطين ننجس وندس الضريح ومن غريب الصدف ولست ادري من أخبرها باسم والدتي فكانت تتوعدني انها ستشكوني اليها...
في الحقيقة كنا نصاب بالخوف ونحن نتخطى تلك القبور الموجودة داخل الضريح .ومن الذكريات الجميلة والغريبة ان ضريح سيدي الصعيدي كان يعطي الاذن لكل ذاهب لاداء مناسك الحج فكان معظم التطوانيين يعتقدون ان السلام وتوديع الضريح وصلاة ركعتين به اثناء السفر واثناء العودة من الحج يجلب الحظ ،ومن الحجاج من كان يظن ان ذلك يدخل في مناسك الحج ...
بباب الضريح كان يجلس فقيهان يتلوان بعض السور القرآنية الكريمة وكانا يكثران بالدعاء خاصة لما تمر من أمامهما امرأة أو بنت لم تتزوج ،.فيسمعانهما الادعية المناسبة لهما مثل "الله اجعلك مرضية عند اهلك ورجلك-الله يعطيك ذرية حسنة-الله ارزقك ولد الناس-......"كانت النسوة والبنات. تسرعن للتبرع عليهما لتتم الاستجاية...
ولما كبرنا سمعنا حكايات كثيرة عن هذا الضريح المشهور ومن لا يعرفه فهومدخل لممرالشريشار المؤدي الي باب العقلة ولايبعد عن باب الصعيدة احدى ابواب المدينة العتيقة الا بخمسين مترا على الاكثر في اتجاه "جامع الكبير"فالعلامة مؤرخ تطوان المرحوم بعفو الله محمد داوود يقول بان معظم المؤرخين لا يعلمون ولم يقفوا على نسب المدعو"سيدي الصعيدي".رغم ذلك فهو لا زال معلمة من المعالم الدينية بهذه المدينة المسالمة أهلها....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق