الخميس، 23 مارس 2017

بوح في يوم عيـــــــــــــــــدك....

تطوان العتيقة
شعــر

بوح في يوم عيـــــــــــــــــدك....




بقلم الاديبة/ كوثر ابن عبد الوهاب

كما هي عادتي، كلما تضاربت الأحاسيس بداخلي، و تزاحمت أفكاري، و أثـقـلت كاهـلي، أركض لأُفَرِّغَ حمولتي على المساحات البيضاء الشاسعة، التي لا ألمح حدودها كأحلامي المترامية الأطراف.
لكن هذه المرة الأمر مختلف، كلما تسابقـت العبارات لتحطَّ رِحالها على الورق، أحاول كبح جماحها... ماذا عساني أقول و قد سـبقني السلف من رواد الأدب و الشعر بـالحديث عما جال بخاطرهم  عن أمهاتنا.. فوصلوا إلى أعلى درجة الرقي بـحرفهم الزاكي، و بَوحهم الشافي، جُـلت بخاطـري هـنا و هناك فلم يبقى  لي سوى اعترافات أبوح بها، لمن جعل الله الجنة تحـت قـدميها..



اعـــترافـات لأمـي..
*****

...بعد تسعة أشهر انبتل حبلنا السـري
أصرخ صرخة الحياة ..ليغدو بعدها رباطنا روحي..
فأصبحتِ في غمرة الـمتناقضات أنت الـنظير
و في ظل المتغيرات ..أنت يا  أمي الـثابت الوحيد
في زمن الخيبات ... تعيديـن لي أملي
و عند الانكسارات... تجـبرين خاطري
في العراء لم أجد غير حضنك ملجئي
و برغم قساوة ركبتك لم أجد غيرها مسندي
بتربيته من يديك على كتفي أستعيد همتي
تـــغتالين يأسي... لتنقذي أحلامي
تبعثرين الأيام الدواهي.. و تلملمين شتاتي
في خضم اليمِّ و تلاعب الأمواج ..أنت مرفئي
بــغيابك أفـقـد الأمـان
تختل بوصلتي لأتيه في دروب الزمان
حلقة الوصل عند انجزاعي
و عالمي الداخلي عند انجذاذي
يجفل قلبك بغيابي
و يجفل قلبي بشهاب نظرتك التي تغوص بأعماقي
و رغما عن صـمتي.. تــكشفين أسـراري 
منك انت يا عشقي الازلي 
انتشي بابتسامة تغمر فؤادي
و ضحكة تجتاح كياني 
فيعلو شهيقي الروحي 
و بزفرة الفظ انَّاتي و آهاتي..
أقول يا أمي : ما اكتفيت منك و ما ساكتفي 
و ما الحديث عنك سينقضي
و ما الكلمات و العبارات لحقك  تستوفي
فما بعد رضى الله.. إلا رضاك ابتغي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق